المتأمل للتاريخ يجد أن الدول الاستعمارية عندما احتلت الدول العربية لم تستهدف المزيد من المساحات الجغرافية بل هدفت ثرواتها وخيراتها،كما قامت بجعل الدول النامية تابعة لتلك الدول الغربية،وهذه التبعية شملت مجالات التكنولوجيا والتنمية والغذاء،وأطلقت على الدول العربية دول العالم الثالث،وفي حالة خروج الزعماء العرب عن التبعية تتآمر عليه أمريكا وزبانيتها .
كان من المقرر قيام أمريكا بضرب العراق عام 1972 ولكن اندلاع المعارك في أكتوبر عام 1973 لتحرير سيناء التي اغتصبتها إسرائيل في عام 1967 جعل قرار أمريكا يدخل ثلاجة القرارات،وبعد ذلك قامت أمريكا بدعاوى كاذبة واتهمت العراق بوجود أسلحة نووية في أراضيها وتزعم الدكتور محمد البرادعي فريق التفتيش على تلك الأسلحة النووية العراقية المزعومة.
في الثاني من شهر أغسطس عام 1990 قاد صدام حسين الرئيس العراقي الهجوم على الكويت واستولت القوات العراقية على الأراضي الكويتية في 4 أغسطس،ويوم التاسع أعلنت الحكومة العراقية ضم الكويت للعراق،وإلغاء جميع السفارات الدولية في الكويت،وإعلان الكويت المحافظة 19 للعراق،وتغيير أسماء الشوارع والمنشآت ومنها تغيير اسم العاصمة الكويتية،واستمر الاحتلال العراقي للكويت لمدة 7 شهور،ولذلك قامت أمريكا وحلفائها بضرب القوات العراقية،وتم تحرير الكويت في 26 فبراير عام 1991 ودفع الشعب العراقي نتائج تهور رئيسه صدام حسين وقامت أمريكا وحلفائها بضرب وغزو العراق عام 2003 وتم إعدام صدام حسين فجر يوم عيد الأضحى الموافق 30 ديسمبر 2006 ولم تهتم أمريكا بالعيد ومشاعر الأمة العربية والإسلامية.
هاجت عائلات جنود المارينز الذين قتلوا في العراق على الإدارة الأمريكية ولذا فكرت في طرق أخرى لتمزيق الدول العربية،وتذكرت دعاوى الفوضى الخلاقة التي تهدف إلى قيام الأمم والشعوب بالانقلاب على حكامها للوصول إلى مشروع الشرق الأوسط الكبير وتقسيم الدول العربية إلى دويلات،وجندت أمريكا الأشخاص والأموال لتنفيذ مشروع التقسيم،وشاهدنا وعشنا ثورة الشعب التونسي على رئيسه ثم ثورة 25 يناير 2011 في مصر ثم ثورة ليبيا وقتل معمر القذافي الرئيس الليبي،وأيضا شاهدنا وتابعنا الأحداث في سوريا واليمن وقبل كل ذلك تقسيم السودان ثم جاءت ثورة 30 يونيو 2013 ضد مساوىء حكم د.محمد مرسي وجماعته لمصر،هذه الثورة كانت بمثابة الصفعات السياسية لمؤامرات أمريكا وفرنسا وألمانيا وإنجلترا وتركيا وقطر وجماعة الإرهاب وأصحاب المصالح والأطماع في تمزيق مصر،ولذا وجدنا المواقف المضادة لتلك الدول وهجومها بالتصريحات على مصر والمصريين.
أيضا هذه الثورة أعادت مصر للمصريين،وضربت مشروع تقسيم مصر والأمة العربية في مقتل،هذا المشروع الذي كان يسعى لتنفيذه مرسي وجماعته،ونسجل هنا المواقف السياسية المشرفة للأشقاء والزعماء العرب في السعودية والإمارات والبحرين والكويت والأردن الذين بادروا بدعم مصر معنويا وماليا واقتصاديا في حين وجدنا جماعة الإرهاب وحلفاء د.مرسي الرئيس المخلوع يقومون بإحراق العديد من الكنائس وأقسام الشرطة والمرافق العامة والخاصة مع حمل الأسلحة وقتل أبناء مصر الشرفاء بعد نجاح الشرطة والقوات المسلحة بفض التجمعات المسلحة في ميداني النهضة ورابعة العدوية بعد مكوث جماعة الإرهاب في هذين المكانين على مدار 40 يوما مع تعطيل المرور والعمل وتهديد وترويع الأهالي بصورة غير مسبوقة على مدار تاريخ الأمم والشعوب.
إن مايحدث في مصر وسوريا وتونس واليمن وليبيا يتطلب وحدة العرب على قلب رجل واحد فالعزة في الاتحاد،والمهانة في التمزق والفرقة،وسوف يذكر التاريخ الصفعات السياسية التي وجهتها مصر إلى كل من تآمر عليها،وعلى الأمة العربية والإسلامية،وأيضا سوف يذكر كل من عمل لأجل الوطن،ومن عمل ضده٠ وخانه